أثبت مخطّط حماية ولاية سيدي بلعباس من خطر الفيضانات نجاعته بنسب عالية بعد أن وضع حدّا لفيضانات وادي المكرة، وأنهى معاناة سكان 20 بلدية يمر عبرها الوادي على طول 130 كلم.
إنّ معاناة سكان سيدي بلعباس مع فيضانات وادي مكرة ليست حديثة العهد، حيث اعتاد السكان القاطنون بمحاذاة هذا الوادي على الدخول في حالة تأهب قصوى مع بداية فصل الخريف، وهو الموسم الذي لطالما تسبّبت أمطاره في إحداث فيضانات على مستوى 25 نقطة سوداء بالوادي نجمت عنها خسائر بالجملة للمواطنين أضرّت بمساكنهم، ممتلكاتهم وأراضيهم الفلاحية وهو ما دفع بالسّلطات إلى احتواء الوضع بداية بتنقية الوادي، توسعته وإعادة تهيئة مجاريه وروافده، ومن ذلك أشغال التسطيح وتدعيم الحوافي وتسريح المجاري المسدودة بهدف تحسين جريان المياه وتفادي أخطار تسربها خارجا بالبلديات الأكثر تضررا على غرار رأس الماء ومولاي سليسن وسيدي خالد وسيدي لحسن وبوخنافيس.
هذا وتمّ لاحقا وضع مخطط عام لحماية هذه المناطق من خطر الفيضان، شمل إنجاز مجرى جانبي بالجهة الجنوبية لعاصمة الولاية للتقليل من سرعة تدفق المياه بالمجرى الرئيسي، وتجنيب البعض من الأنسجة الحضرية خطر الفيضان، ليتم بعدها تشييد سد الطابية الذي أنجز خصيصا لحماية الولاية من خطر الفيضانات حيث يعمل على امتصاص كميات هائلة من المياه وتجنيب كل المناطق المهددة من خطر الفيضان، بطاقة استيعاب تصل إلى 25 مليون متر مكعب، كما تمّ أيضا إنجاز قناة على طول 13.5 كلم لاستيعاب كميات المياه التي تتدفق من سد الطابية في حال امتلائه عن آخره، وصرف 100 متر مكعب في الثانية عبر الوادي .
وقد تمّ أيضا وضع جهاز إنذار يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني وهو الجهاز المتصل بنظام الاتصال اللاسلكي «جي أس أم»، والذي من شأنه تسجيل معلومات ومراقبة ارتفاع منسوب مياه الوادي في الوقت المحدد، وتحديد درجة الخطر من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل حلول الكارثة.
ولتدعيم مخطّط الحماية تمّ تعويض عدد من الجسور القديمة التي شكّلت نقاطا سوداء لطالما أثارت قلق المواطنين بأخرى جديدة مشيدة وفق مقاييس ذات جودة وفعالية من شأنها حماية هذه المناطق من خطر الفيضان، وضمان السلامة في حركية التنقل أثناء التساقطات. هذا وتعيش الأحياء المحاذية لوادي المكرة ببلدية سيدي بلعباس حالة من الإستقرار بعد أن تمّ إنشاء قناة بالجهة الجنوبية لتسريب مياه الوادي خارج المدينة وحمايتها من الفيضان، الأمر الذي أنهى معاناة سكان أحياء عبو، سيدي عمر وفيلاج الريح وغيرها في انتظار استكمال أشغال تطهير مجرى الوادي من المياه القذرة، وهي العملية التي تعرف تقدما في الإنجاز بعد القضاء على 30 تدفقا من أصل 46 مصبا للمياه القذرة.
أما ببلدية بن باديس وحاسي زهانة غربا فتتواصل أشغال مشروع حماية المنطقتين من خطر الفيضان بنسبة 80 بالمائة، وهو المشروع الذي يعمل على تحويل مياه الوادي خارج الأنسجة العمرانية عبر قنوات جانبية لحماية قاطني المناطق المحاذية للوادي من خطر الفيضان.